مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

شاهيناز العقباوي* قرر صاحب محل صناعة الخبز الأشهر في المدينة أن يحقق نذره الذي أ …

رغيف الخبز الأسمر

منذ سنتين

472

1

شاهيناز العقباوي*

قرر صاحب محل صناعة الخبز الأشهر في المدينة أن يحقق نذره الذي ألزم به نفسه منذ سنوات طوال عندما كان فقيرا حيث دعا: إذا منَّ الله عليه وأصبح أفضل صناع الخبز سيسعى إلى تغيير حياة أحد أبناء المدينة إلى الأفضل ويحقق له ما يتمنى.
منّ الله عليه وأصبح الخباز الأول في المدينة حتى أن شهرته وصلت إلى المدن المجاورة.
وضع الخباز خطة ليختار من خلالها من سيمنحه الجائزة خاصة أنه اعتاد منذ أن فتح مخبزه وعند شروق شمس كل يوم أن يجمع كل فقراء المدينة ويمنحهم رغيفًا من الخبز الأبيض بدون مقابل، لذا كل صباح يصطف الفقراء والمحتاجون أمام باب المخبز ليحصل كل واحد منهم على رغيف من الخبز الأبيض.
في صباح اليوم التالي طلب الخباز من مساعديه أن يضعوا لكل فقير رغيف خبز أسمر بدل الأبيض، وإذا أخذه أحدهم دون أن يعترض، عليهم أن يحضروه له بأقصى سرعة، أما إذا طلب تغيير الخبز فبدلوه له في الحال …
فعل مساعدو الخباز ما أمرهم به ووضعوا لكل فقير رغيف خبز أسمر، فاعترض كل الفقراء على رغيف الخبز الأسمر وطالبوا بتغييره بالفعل، وبالفعل غير مساعدو الخباز كل أرغفة الخبز الأسمر إلى الأبيض، وعندما علم الخباز شعر بحزن شديد لأن اليوم انتهى ولم يجد صاحب الجائزة، خاصة أنه عاهد نفسه أن من لم يعترض على رغيف الخبز الأسمر سيكون هو الفائز.
وفى صباح اليوم التالي أسرع إليه أحد مساعديه وقال له: سيدي وجدنا من تبحث عنه هناك شاب أخذ رغيف الخبز الأسمر ولم يطلب تغييره.
سعد الخباز جدا لسماعه هذا الخبر وذهب مسرعا للقاء الشاب وقال له : نعتذر عن رغيف الخبز الأسمر الذي حصلت عليه، حيث وضعناه لك بغير قصد، أعطني إياه لنغيره لك.

استغرب الشاب حديث الخباز ورفض بشدة إعطاءه رغيف الخبز الأسمر وقال له: إنه منحة من الله تعالى ولا يصح له أن يرفضه والحمد لله على عطاياه .
أعجب الخباز جدا بأخلاق الشاب وقال له: ما الذى تعمل به أيها الشاب التقيّ، فأخبره أنه يعمل بالزراعة في أحد حقول المدينة واعتاد أن يمر على المخبز ليحصل على رغيف الخبز ويذهب بعدها إلى العمل.
لأن والديه متوفيان منذ زمن طويل وهو وأخوته يقومون برعاية أنفسهم، فأخوه يعمل في صيد الأسماك والآخر في حياكة الملابس.
أعجب الخباز بهذه الأسرة الجميلة ومدح تعاونهم وطلب من الفلاح الشاب أن يسمح له بأن يكون ضيفهم على العشاء اليوم، وافق الشاب الفقير على استحياء وقال له سأعود إليك مساء لاصطحابك.

عاد الشاب مسرعا إلى منزله وتحدث إلى إخوته  وأخبرهم بأمر هذا الخباز العجيب.
وقال لهم : لا بد أن نصنع له مأدبة تليق بنا.
فأحضر إليه أخوه بعض الأسماك التي اصطادها ليعدوا الطعام ،وفى المساء استقبل أهل البيت الضيف الغريب الذي استمتع كثيرا بالطعام وشكرهم على حسن صنيعهم، وبينما هو يتحدث اليهم لفت نظره كساء أخيه الذي حيك بمهارة فسألهم من صنع هذا فأخبروه أنه أخوهم الذى يعمل في حياكة الملابس فأثنى على حسن عمله.
سعد الخباز بلقاء هذه الأسرة الجميلة وأخبرهم عن سر نذره وعن سبب لقائه بهم وطلب منهم أن يقبلوا هدية الله اليهم حيث قرر أن يشترى قطعة أرض لأخيهم الذى يعمل بالزراعة ليقوم عليه، ومركبا لأخيهم الثاني ليصطاد به، ويفتح للأخ الثالث مشغلا كبيرا لحياكة الملابس.
تغيرت حياة أسرة الشاب إلى الأفضل لأنه رضي بما أعطاه الله له ومرت السنوات سريعا وأصبح الصياد يملك العديد من مراكب الصيد، والفلاح زادت مساحة أراضيه، وأصبح لأخيهم الثالث العديد من المشاغل لكنهم لم ينسوا فضل الله عليهم فقرر كل واحد منهم أن يكون له نذر ويعمل كما عمل الخباز ويغير حياة أسرة إلى الأفضل بفضل رغيف الخبز الأسمر .

*كاتبة _ مصر
Shah_anp2000@yahoo.com

التعليقات

  1. يقول ياسر الجمال:

    مااجمل ان يكون للقصة هدف يسعى لترسيخه فى قلوب القراء قبل الأذهان وفى النفوس هدف يدعو للفضيلة والأخلاق النبيلة وان يكون للنجاح زكاة كزكاة الاموال وزكاة العلم ويعود بالخير على الغير ..تحياتى لشخصكم الكريم فى حسن اختيارموضوع القصص وطريقة الطرح التى تجذب القارئ ليتطلع ويتشوف ليعرف ماانتهت اليه القصة من احداث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود